الموقع الشخصي هو خيار متاح للمحترفين ومن ضمنهم الكتاب لعرض أعمالهم أمام الجمهور. وهو يوفر عدة مزايا قد تساعده في حياته العملية وإيصال رسالته للناس. وهو ثمرة للتقنية الحديثة المتوفرة في زمننا. أستعرض في هذا المقال الفوائد التي قد يجنيها الكاتب من إنشاء موقع شخصي على الإنترنت. ولماذا أعتقد أنه خطوة مهمة إلى الأمام.
الموقع الشخصي يجعلك تبرز بشكل أوضح.
يملك الجميع صفحات على مواقع التواصل، يكتبون عليها وينشرون أخبارهم، إلا أنها متشابهة بشكل أو آخر وتختلط في زحام الشبكات الاجتماعية الكبيرة.
ورغم أن الموقع الشخصي يحتاح وقتا ومجهودا وبعض المال ليصل إلى الناس. إلا أنه يجعلك مميزا وذو شخصية مختلفة بين بقية الكتاب، ويجعلك مرئيا بشكل مختلف أمام الجمهور، وأمام المهتمين بمجالك في نفس الوقت. والمحصلة النهائية هي تحسين فرصك في النجاح دون التقيد بنظام موقع محدد.
الموقع الشخصي فرصة لعرض أعمالك فترة أطول.
صممت المواقع الاجتماعية لتعرض المواد بصورة يوميات. فمهما كان إحكام مقالك سينتشر بسرعة في الأيام الأولى ثم سيختفي في زحام الأخبار والمستجدات، لأن الموقع يعطي الأولوية دائما للجديد، ويصبح الوصول لمقالاتك صعبا بين زحام الموقع واليوميات والأحداث المتلاحقة. خاصة أن ميزة البحث غير متقدمة في أغلب المواقع الاجتماعية. ويصعب على متابعيك الوصول لمقالاتك بعد فترة.
يتيح الموقع لك مساحة أكبر لعرض المقال. مما يضمن حصوله على فرصة عادلة وفترة زمنية كافية أمام القراء، كما يمكن الوصول له بعد فترات عن طريق خواص البحث المتقدمة من جوجل.
حرية في عرض محتواك كما تحب.
مهما كانت وظيفتك، يتيح لك الموقع الشخصي عرض محتواك أمام الجميع بكل الصور الممكنة، يمكنك كتابة المقالات أو تصميم الصور أو مقاطع الفيديو، واستغلال كل ذلك في التواصل والدعاية، وكل ذلك متاح طول اليوم، فلا تعلم إلى من سيصل أو من الذي سيتصل بك طلبا لما تقدم.
تسويق شخصي لزيادة القاعدة الجماهيرية.
أصبح من الضروري في هذا العصر أن يسوق الكاتب لنفسه، بان يجذب أكبر عدد من القراء لأعماله. ولم يعد يكفي الاعتماد على دار النشر وعرض الكتب في المكتبات.
تسخر المواقع الشخصية قوة محركات البحث في ربط الكاتب بقراءه، حيث يبحثون عن مواضيع متعلقة فتظهر لهم صفحات تعرض الكتاب ومحتوياته ومقالات تناقشه، يوفر الموقع فرصة للكاتب كي يعرض ما عنده أمام الناس.
مظهر احترافي جاد أمام القراء.
يعطي الموقع الشخصي مصداقية ومظهرا احترافيا للكاتب يظهر جديته. يعلم الجمهور من خلاله أنك تأخذ الكتابة على محمل الجد. وجود موقع خاص بك تعبر عن التزامك لمشروع الكتابة، لأنك بذلت له الجهد الكافي. كما أنه واجهة احترافية قوية أمام الجمهور وشركاء العمل على حد سواء.
الفارق بين الذي يكتب على صفحات الفيسبوك وغيره وسائل التواصل وبين الكتابة على المدونة. كالفارق بين من يعمل من المنزل والذي يمتلك مكتبا منسقا يستقبل فيه العملاء. لا شك أن هذا يعطي شعورا بالالتزام تجاههم ويبني ثقة كبيرة بينك وبين القراء ويأخذونه بجدية، والأهم من ذلك، سوف يتذكرون اسمك بسهولة ويربطونه بالكتب، وهذا أمر في غاية الأهمية. سوف يعتاد الجمهور على اسمك وستصبح معروفا بينهم بشخصك، وهذا أمر تشعر بفوائده فيما بعد.
الحرية الكاملة في تنسيق موقعك ومقالاتك.
تتوافر في المواقع الشخصية قوالب تعرض المقالات بأي صورة يختارها صاحبه، وبأي خط يختار، دون تقيد بشكل موقع محدد، كما ترتب المقالات بشكل يسهل الانتقال بينها وترتيبها حسب أقسام يضعها الكاتب بنفسه، لتظل جميعها في النهاية قابلة للاكتشاف والقراءة المريحة.
التسويق المباشر لكتبك.
تسويق الكتب وبيعها هو أمر يختلف قليلا عن التسويق الشخصي. فبينما يهدف التسويق الشخصي لبروز اسمك، يمكن للموقع أن يساهم في بيع كتبك بشكل مباشر.
الموقع الشخصي هو أحد أهم الوسائل في تسويق الكتب لأنه يضعها مباشرة أمام الجمهور، تعرض عناوينها ومقالات تحقق زيارات يومية دائمة بالمئات أو الآلاف، أي اطلاعا مستمرا للجمهور على أعمالك وفرصا يومية مجانية لنشر كتبك. وهذا حلم تُدفع من أجله أموال كثيرة على مواقع التواصل عن طريق المنشورات المدفوعة المكلفة.
يمكنك تخصيص صفحات وأقسام كاملة تعرض فيها كتابك أو روايتك أو أبحاثك العلمية وكل ما يتعلق بها. وحتى مراجعات القراء وآراء النقاد. وسوف تلتقط محركات البحث هذه الكلمات الكثيرة وتعرض المقالات على جمهور كبير.
تقدم المواقع أيضا خدمات البيع المباشر للكتب والدورات العلمية بالاشتراك مع شركات التوصيل المختلفة. أي أن الزائر قد يتعرف على كتابك ويقرأ عدة مقالات عنده ويأخذ قرار الشراء وينفذه. وكل ذلك داخل الموقع دون أن يغادره.
تدريب قلمك على الكتابة.
الكتابة مهارة تحتاج إلى وقت وممارسة طويلة حتى تنضج. ويجب أن يدرب الكاتب قلمه باستمرار ليحسن لغته وأساليبه. ويجب عليه تجربة مهارات الكتابة التي يتعلمها وأن يطبقها بشكل عملي، وقد يستمر هذا الأمر سنوات. كما أن بعض الكتاب يعانون من الخجل من الحديث أمام الجماهير والخوف من النقد. هذه العوامل تمنع البعض من إكمال كتابهم.
بعض الكتاب محظوظون لأن حياتهم تتيح لهم تدريبات يومية للارتقاء بكتاباتهم والتغلب على عوائق الكتابة. مثل الصحفيين والمدرسين وأساتذة الجامعات. أما البقية فيحتاجون إلى وسيط يختبرون فيه أقلامهم أمام الجمهور ويستمعون إلى ردود فعلهم. كما يحتاجون إلى الاحتكاك بالأوساط الأدبية وفهم أمور مثل طبيعة النشر وعالم الكتب.
توفر المدونة أو الموقع الشخصي هذه الفرصة، لأننا نضع أنفسنا أمام الفضاء العام ونختبر أقلامنا في محاكاة صغيرة لما سيحدث عندما يُطرح الكتاب بالفعل.
تسخير قوة مواقع البحث لصالحك.
بينما تعمل مواقع التواصل على التفاعل اليومي وعدد المتابعات والمشاركة. فإن الموقع الشخصي يستفيد من القوة الهائلة لمحرك البحث جوجل. يبحث الناس يوميا على ملايين الكلمات على جوجل ويتولى محرك البحث ربطهم مع ما يبحثون عنه. لن تعرف من الذي سيزورك ومن أي مكان في العالم، فمواقع البحث ستأتي لك بفرص لم تكن في الحسبان. وتظل قابلة للزيارة طوال الوقت. بينما لا يتوفر ذلك للمقالات المنشورة على وسائل التواصل.
إذا أنشأت مدونتك بشكل لائق وفهمت طبيعة محركات البحث وما يتعلق بها. ثم وضعت عليها مقالات مفيدة وبناءة فإن جوجل سيوجه لك الزيارات بشكل يومي ودائم. وربما تظل قابلة للقراءة سنوات طويلة، مع كل ما يجره ذلك من فوائد.
الموقع الشخصي مصدر محتمل للدخل المباشر.
توفر التقنيات الحديثة مصادر دخل محتمل إذا أحسن الكاتب فهمها. حيث يتم تحويل الأموال من الموقع إلى الحساب الشخصي مباشرة.
ومن ذلك برنامج الربح المباشر من شركة جوجل. والذي يقوم على نشر إعلانات تظهر بين الصفحات توفر دخلا مباشرا لصاحب الموقع. ويعتمد حجم الدخل على عدد الزيارات وبلد الزائر. وقد يصبح مبلغا كبيرا معتبرا إذا زاد عدد الزيارات. تطلب شركة جوجل شروطا معينة من الموقع لا يصعب تحقيقها على الكاتب الجاد. وسوف نتكلم عن تأسيس الموقع الشخصي في مقال لاحق.
سهولة إنشاء وإدارة المواقع الشخصية.
تحتاج المواقع الشخصية بعض المهارات لإنشاءها أول مرة، وهذا يقوم به متخصص، وبعد ذلك لا تحتاج إدارة الموقع أكثر من مهارات الوورد والكتابة الأساسية، لا يوجد تصوير مرهق ومونتاج وخلافه مثلما تحتاج قنوات اليوتيوب.
كما أن تكاليف الحفاظ على الموقع بسيطة أيضا، ويمكن للموقع أن يربح أكثر من تكاليفه بكثير إذا عمل بشكل جيد.
