الكتابة

مزايا الموقع الشخصي على مواقع التواصل.

التسويق الشخصي للكاتب.

يحتاج الكاتب إلى التواصل الدائم مع جمهوره ومحبيه، لعرض أعماله الجديدة ومعرفة ردود أفعالهم وتسويق كتبه بينهم. توفر وسائل التواصل الاجتماعي هذه الخدمات بدرجة ما. فيما تقوم دور النشر بخدمات البيع والإعلان عن الكتب الجديدة. لكن الكاتب المحترف أو الذي يأخذ كتابته على محمل الجد لا يكتفي بخدمات دار النشر، كما أن هناك وسائل أكثر فعالية من صفحات التواصل. وعليه أن ينتقل للمستوى الأعلى: وهو أن يصل إلى جمهوره بنفسه عن طريق موقع شخصي.

وعلى الرغم من القوة الهائلة لمواقع التواصل الاجتماعي وتوفيرها مساحة كافية للكتابة والتواصل، وهي تكفي أغلب الناس للتصفح والتواصل والانتشار أيضا، إلا أن المواقع تؤدي وظائف أخرى وبطرق أكثر احترافية. وهناك مزايا توفرها المواقع لا يمكن أن تتوفر في وسائل التواصل الاجتماعي.

في هذا المقال سأخبرك لماذا أعتقد أن إنشاء موقع شخصي هو أمر مفيد للكاتب مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعية، وأتمنى أن يساعدك المقال في اتخاذ الخطوة القادمة الصحيحة في حياتك العملية.

 

مزايا الموقع الشخصي.

 

 

وسائل التواصل الاجتماعي تعرض المحتوى على شكل يوميات.

صممت مواقع التواصل على شكل يوميات. فهي تعرض منشورات اليوم لتكون قابلة للمشاركة الفورية والتفاعل. لكنها تختفي سريعا بعد بضعة أيام تحت المنشورات الجديدة الكثيرة. لأن الموقع يريد عرض شيء جديد كل يوم. 

وهكذا، فمهما كانت قوة مقالك وتأثيره، فإن سيختفي تقريبا بعد بضعة أيام تحت ركام من المنشورات الجديدة. وسيصبح الوصول له صعبا، لأن المواقع لا تعتمد كثيرا على البحث ولا تقوم بتنسيق مقالاتك في أقسام واضحة.

أما الموقع فيرتب مقالاتك حسب الأقسام التي تريدها، وتظل جميعها قابلة للوصول عبر محرك البحث ومرتبة بشكل أفضل. 

التحكم الكامل في المحتوى. 

 

تمنحك مواقع التواصل عضوية مجانية مقابل الالتزام بالقوانين التي تضعها، ولا يمكنك تغيير ذلك. فأنك مجرد مستخدم  لخدماتهم، وقد وافقت مقدما  على شروط الاستخدام. وفي الحقيقة أنت لا تملك أي شيئ حتى صفحتك التي تسميها شخصية. أنت فقط تستخم مساحة في الموقع.

كما تفرض المواقع قيودا متنوعة، منها عدد الكلمات، أو التدخل في المواضيع التي تكتب عنها. كما تتحكم في معدلات انتشار مقالاتك عبر خوارزميات غير مفهومة تماما وتتغير من وقت لآخر. وأحيانا تمنع انتشار مواضيع بعينها، وتقيد حسابك وترفض استعمال بعض الكلمات. كما تقذف عليك مواضيع وصفحات لم تخترها، وكثيرا ما تحذف الصفحات نهائيا ويذهب معها كل عملك.

أما موقعك الشخصي فهو المقابل لذلك تماما. تتيح لك المدونات تحكما كاملا في كل شيء. ويشمل ذلك الحرية في قول ما تريد والمظهر الخارجي الذي يمنح شخصية بصرية. بما في ذلك من ألوان وخطوط وكل ما يضفي طابعك الشخصي على موقعك.

ويشمل التحكم أيضا: أقسام الموقع وعددها وطريقة عرضها وترتيب الصفحات داخل كل قسم. وعرض المقالات حسب الأحدث أو الأكثر تفاعلا، وهو أمر مستحيل في مواقع التواصل، توجد قوالب جاهزة لكل هذه الخدمات مع إضافة الطابع الشخصي بخطوات بسيطة، وكل شيء قابل للبرمجة وإعادة التصميم كما تريد تماما.

الهدوء والعمل بعيدا عن تشويش وسائل التواصل ومعاركها.

 

يحتاج الكاتب إلى الهدوء والتأمل والتقليل من التشتت للتركيز على ما يكتب. ومواقع التواصل لا توفر ذلك على الإطلاق. فهي تعرض باستمرار منشورات مختلفة من كل الأنواع. منشور لصديق تحب القراءة له، ثم منشور عن كرة القدم، ثم عن السلاحف البحرية ثم لقطة لكريتسيانو رونالدو ثم إعلان. ثم منشورات تعزية ومباركة في نفس الوقت.

كل هذه المشاعر المختلطة تسبب تشتتا هائلا فلا يستطيع الإنسان التركيز على ما يريد. وقد تضيع منه ساعات كاملة قبل أن يدرك ذلك، ويتذكر سبب دخوله من الأساس. فوسائل التواصل صممت لإبقائك تتصفح أكبر وقت ممكن كي تبيع هي الإعلانات، وهي ماهرة في فعل ذلك.

ولعلك لاحظت أيضا حدة المناقشات على وسائل التواصل، فلا تستطيع قول ما تريد بسبب حدة ردود الفعل، وكم من مرة أسيء فهم ما تقول لأن القارئ لا يعطيك انتباهه الكامل، وليس العيب منه، فإن المواقع مصممة لخلق هذه الصدامات، لأنها تراها أرقام تفاعل، وتعرض منشورك لأشخاص مختلفين ضمن قائمة طويلة من المنشورات المختلفة بينها يتنقل بينها الزائر بجرة إصبع.

أحب أن أشبه موقع التواصل بالرصيف المزدحم في سوق صاخب، لا أحد يسمع ما تقول تماما، وإن نجوت من تزاحم المارة فلن تنجو من ضجيجهم.

كما أنها ساحات لمعارك بين فرق متناحرة، فربما تكتب مقالا تعبر فيه عن أمر يشغلك وتطلب رأيا عاقلا، فيعلق عليه أشخاص غير متخصصون، أو يراه آخر مختلف معك بالفعل ويشارك المقال ليهاجمك مع أصدقائه، والنتيجة أنك تحذف المنشور لتريح أعصابك أو تعزف عن التعبير عن نفسك بسبب النقد السلبي.

واختصار القول أن مواقع التواصل تصلح لعرض اللمحات السريعة وبعض الحوارات، لكنها ليست مكانا للنقاشات الهادئة والمحادثات الطويلة.

صممت المواقع على شكل أخبار يومية تتغير باستمرار. فمهما كان مقالك متقنا ومهما اطلع عليه عدد كبير من القراء. فسوف ينزلق إلى الوراء وتتراكم فوقه المنشورات الأحدث ثم يطوى للنسيان. وذلك لأن المواقع صممت لتكون يوميات سريعة تتغير مع الأحداث، والأولوية دائما للجديد. ولهذا فأنت تحتاج منصة تجمع فيها مقالاتك لتظل قابلة للقراءة زمنا طويلا وبهدوء. 

يختلف حضور مواقع التواصل بين الدول المختلفة.

 

هذا الأمر ملاحظ جدا في الدول العربية. فجمهور دول الخليج يستخدم موقع اكس (تويتر سابقا) وسناب شات، ولكي تصل لهم لابد أن تشارك على تلك المواقع. بينما معظم الدول العربية الأخرى تستخدم الفيسبوك.

وهناك من يستخدم تليجرام أو انستاجرام أو تيكتوك أو أي موقع آخر حسب تفضيلاته. ولا يمكن للكاتب أن ينتشر في كل هذه المواقع الكثيرة.

أما الموقع الالكتروني فهو متاح عبر البحث وتطبيقات جوجل التي تصل إلى الجميع، ويمكن ربط وسائل التواصل جميعا بالموقع عبر إضافات مخصصة. بحيث يكون العمل مرتبا على الموقع بشكل مركزي وتكون وظيفة مواقع التواصل هي الإشهار.

زائر الموقع أكثر تفاعلا من المتصفح على موقع التواصل. 

 

غالبا ما يرى متصفح الفيسبوك منشوراتك بينما يقلب الصفحة على هاتفه بين منشورات أخرى كثيرة، فلم يقصد أن يبحث عنه خصيصا. أو ربما هو يعرفك بالفعل، لكنه لم يكن يبحث عن المعلومة وإنما ظهرت له عرضا فقرأها بينما هو يتصفح. وربما يجذب المنشور انتباهه لثوان قبل أن يتحول عنه، فلم يكن مهيئا للقراءة في هذا الوقت. وربما يكون منشغلا بأمور أخرى.

أما القارئ على الموقع الشخصي، فغالبا ما يكون قد بحث عن الموضوع بشكل محدد ودخل منه إلى صفحتك. أو أنه ضغط على الرابط عندما رآه. وهذا يعني أنه مهتم بالموضوع ويبحث عنه، ولهذا سيكون أكثر تركيزا بكثير وأكثر تفاعلا، لأنه في الأصل يطلب المعلومة. مقارنة مع الذي يقلب بلا هدف على مواقع التواصل.

وبينما يكون عدد القراءات على مواقع التواصل أكثر من الموقع. تكون نوعية القراء على الموقع الشخصي أكثر اهتماما بالموضوع وأكثر تفاعلا، وهم الذين تبحث عنهم بالفعل.

بين اليوتيوب والموقع الشخصي. 

 

يختلف موقع يوتيوب الخاص بالمقاطع المصورة عن مواقع التواصل، ولا يصنف ضمنها. وهو يصلح وسيطا وقاعدة للتواصل بين الكاتب وجمهوره مثل الموقع الشخصي. ويقدم المعرفة في شكل مختلف، فبعض المشاهدين يحبون المقاطع وبعضهم يميل إلى القراءة. ولكل منهما آلية عمل مختلفة ويكملان بعضهما. لكن هناك بعض الاختلافات.

الكتابة على المواقع أسهل من التصوير. حيث يتطلب التكلفة العالية ولا الجهد الطويل الذي يتطلبه تصوير المقاطع ومعالجتها، ولهذا فقد يكون التديون خيارا مناسبا.

السبب الثاني أن المدونات تقبل التعديل والإضافة والحدف. فيمكنك دائما الرجوع إلى المقال وتغيير ما تشاء، وهو ما أفعله طوال الوقت. كما يمكن كتابة المقالات غير المكتملة والاحتفاظ بها على هيئة مسودات إلى أن تكتمل، وبديهي أن هذا لا يمكن تحقيقه في المقطع المصور، الذي يجب أن ينتهي ويرفع دفعة واحدة ولا يمكن تغييره بعد ذلك، إلا بتصوير مقطع جديد. 

محمد صالح

مدون وكاتب عربي، أهتم باللغة العربية وشرح الشعر والأدب العربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي