يا دار سَلْمَى دارساً نُؤُيها … بِالرَّمْلِ فَالخَبْتَيْنِ مِن عاقِلِ
ديوان امرؤ القيس - القصيدة رقم 55
تؤرخ هذه القصيدة لمرحلة هامة من حياة امرئ القيس، عندما قام بحملة الانتقام من قتلة أبيه، فقتلهم وأوغل في دمائهم، وبدا أنه على الطريق الصحيح لاستعادة الملك.
وتُمثل القصيدة المرحلة الأولى من نبوغ امرؤ القيس، قبل أن تكتمل تجربته وموهبته بعد ذلك، فالقصيدة مشحونة بالعواطف المؤثرة، غير أنها لم تأت على الأوزان الشعرية المحكمة التي جاءت بها قصائده المشهورات التي قالها في مرحلة لاحقة من حياته.
تحكي عن فتكه بقبيلة أسد بعدما قتلوا أباه وانتقامه منهم، يفتتحها بالشوق إلى حبيبته التي شردتها الحرب وألجأتها لرعاة الغنم والجمال وهي التي كانت مكرمة عزيزة، ثم يذكر حججه في الحرب المستحقة للانتقام من عدوه، وكيف قتلهم وشردهم وألجأهم إلى الهروب، ثم استحقاقه للراحة وشرب الخمر، بعدما منعها على نفسه سابقا.
مصدر القصيدة: ديوان امرؤ القيس، طبعة دار المعارف، صفحة 255.
هذا نص القصيدة: وسوف نشرحها كاملة في مواضيع لاحقة.
قال امرؤ القيس:
1- يَا دَارَ سَلْمَى دَارِساً نُؤْيُهَا … بِالرَّمْلِ فَالخَبْتَيْنِ مِن عَاقِلِ
2- صَمَّ صَدَاهَا وَعَفَا رَسْمُهَا … وَاسْتَعْجَمَتْ عَنْ مَنْطِقِ السَّائِلِ
3- يَا سَلْمَ هَلْ عِنْدَكُمْ نَائِلٌ … لِلْمَرْءِ ذِي الأُكْرُومَةِ الفَاضِلِ
4- الحَافِظِ السِّرِّ الأَمِينِ الذِي … لَا تَرْهَبِينَ القَائِلِ الفَاعِلِ
5- لَمْ أَرَ شِبْهاً لِسُلَيْمَى التِي … عُلِّقْتُ غَيْرَ الظَّبْيَةِ الحَائِلِ
6- لَمْ تُغْدَ بِالبُؤْسِ سُلَيْمَى وَلَمْ … تُضْحَ لِأَهْلِ الشّاءِ وَالجَامِلِ
7- قُولَا خَليلَيَّ لِذَا العَاذِلِ … هَلْ يُجْعَلُ الجَائِرُ كَالعَادِلِ؟
8- هَلْ مَاجِدٌ أَظْهَرَ فِي قَوْمِهِ … عُذْراً كَمَنْ سَارَعَ فِي البَاطِلِ؟
9- أَمْ هَلْ ذَوُو الغَيِّ كَأَهْلِ الحِجَا … أَمْ هَلْ رَشِيدُ الأَمْرِ كَالجَاهِلِ؟
10- قُولَا لِبِرْصَانٍ عَبِيدِ العَصَا … مَا غَرَّكُمْ بِالأَسَدِ البَاسِلِ؟
11- المَاجِدِ الأَرْوَعِ مِثْلِ الهِلَا … لِ الأَرْيَحِيِّ المَلَكِ الوَاصِلِ
12- جُثْنَا بِهَا شَهْبَاءَ مَلْمُومَةً … مِثْلَ بَشَامِ القُلَّةِ الجَافِلِ
13- وَهُنَّ أَرْسَالٌ كَرِجْلِ الدَّبَى … أَوْ كَقَطَا كَاظِمَةَ النَّاهِلِ
14- نَطْعَنُهُمْ سُلْكَى وَمُخْلَوْجَةً … كَرَكِّ لَأْمَيْنِ عَلَى نَابِلِ
15- وَابْنُ حَذَارٍ ظَلَّ مِنْ خَوْفِنَا … يَغْمُرُ مِثْلَ الوَعِلِ العَاقِلِ
16- أَحْزَنَ، لَوْ أَسْهَلَ أَحْذَيْتُهُ … بِعَامِلِ فِي خُرُصٌ ذَابِلِ
17- لَا تَسْقِنِي الخَمْرَةَ إِنْ لَمْ يُرَوا … قَتْلَى فَئَاماً بِأَبِي الفَاضِلِ
18- حَتَّى أُبِيرَ الحَيَّ مِنْ مَالِكٍ … قَتْلاً وَمْ يَشْرُفُ مِنْ كَاهِلِ
19- وَمِنْ بَنِي غَنَمَ بْن دَوْدَانَ إِذْ … نَقْذِفُ أَعْلَاهُمْ عَلَى السَّافِلِ
20- إِذْ يَسْأَلُ السَّائِلُ مَا هَؤُلا … أَعْيَا عَلَى المَسْؤُولِ وَالسَّائِلِ
21- نَعْلُوهَمْ بِالبِيضِ مَسْنُونَةً … حَتَّى يُرَوا كَالخَشَبِ الذَّابِلِ
22- وَالدَّهْرُ ذَا وَالدَّهْرُ فِي صَرْفِهِ … يُمْكِنُ بِالوِتْرِ مِنَ القَاتِلِ
23- حَلَّتْ لِيَ الخَمْرُ وَكُنْتُ امْرَأً … عَنْ شُرْبِهَا فِي شُغُلٍ شَاغِلِ
24- فَاليَوْمَ فَاشْرَبْ غَيْرَ مُسْتَقْحِبٍ … إِثْمَاً مِنَ اللهِ وَلَا وَاغِلِ
25- يَا رَاكِباً بَلِّغْ اخْوَانَنَا … مَنْ كَانَ مِنْ كِنْدَةَ أَوْ وَائِلِ
26- لِيَجْلِسُوا نَحْنُ كَفَيْنَاكُمُ … ضَرْبَ الجَبَانِ العَاجِزِ الخَاذِلِ